بخسارة كوريا الجنوبية أمام الأردن، تبرز مرة أخرى التحديات التي يواجهها المدربون الألمان عند قيادتهم لمنتخبات دولية، مما أدى إلى تراجع كبير في الإقبال على تعيينهم. على الرغم من تأهل كوريا الجنوبية لنصف نهائي كأس آسيا، متفوقةً على منتخبات مرشحة قوية مثل اليابان وأستراليا والسعودية، إلا أن أدائها تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلينسمان لم يكن مقنعًا. اعتمادهم على أهداف في اللحظات الأخيرة جعلهم يُلقبون بـ"فريق الزومبي"، مشيرًا إلى استمرارهم في المنافسة حتى آخر لحظة.


المواجهة مع الأردن كشفت عن مشاكل عميقة في تشكيلة كلينسمان، حيث لم يستطع الفريق تسديد أي كرة نحو المرمى رغم امتلاكه لاعبين بارزين ينشطون في أوروبا، بما في ذلك نجم توتنهام سون هيونغ مين. التغييرات التي قام بها كلينسمان لم تؤتِ ثمارها، مما عزز من الانتقادات الموجهة إليه بعدم وجود خطط تكتيكية واضحة.


النجاح الوحيد الملحوظ لكلينسمان كمدرب كان مع المنتخب الألماني في كأس العالم 2006، لكنه فشل في تحقيق نتائج مماثلة مع بايرن ميونيخ والمنتخب الأمريكي، وترك هيرتا برلين بسرعة. استمرار عقده مع كوريا الجنوبية حتى كأس العالم 2026 لا يتطلب الفوز بكأس آسيا كشرط.


الساحة الدولية شهدت تراجعًا في تواجد المدربين الألمان، حيث لم يكن هناك أي مدرب ألماني في كأس أمم أفريقيا الأخيرة، وهناك عدد قليل جدًا منهم في آسيا ولا أحد في الكونكاكاف أو أمريكا الجنوبية أو أوقيانوسيا. هذا الوضع يعكس تراجع جاذبية المدربين الألمان على خلفية الأداء المتواضع للكرة الألمانية على المستوى الدولي بعد عام 2014.


مع ذلك، يظل المدربون الألمان محط اهتمام في الأندية، حيث يستمر يورغن كلوب وتوماس توخيل ويوليان ناغلسمان في تقديم نتائج ملفتة مع فرقهم، مما يؤكد على أن المدرب الألماني قد يجد نجاحًا أكبر في الأندية مقارنة بالمنتخبات الوطنية.